الجمعة، 10 أبريل 2009

سيناريوهات قبل حرب الفرقان

اومابا وسيناريوهات السياسة الخارجية تجاه المنطقة العربية (new look )

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم .
كاتب من غزة

إن المتتبع للسياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، سيصل إلى أن أمن ومستقبل الدولة العبرية مرتبط وجدانينا وعضوياً بالأمن القومي الأمريكي كونها قاعدة إستراتيجية لها في المنطقة العربية، وكذلك منع وصول الشعب الفلسطيني إلى مرحلة إقامة دولته المستقلة وتحقيق مصيره بإرادته ، فقط تبقى القضية ما بين لاجئين وأكثر من لاجئين ويتبع ذلك مبادئ راسخة وثابتة في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام تتمثل 1- بمنع وتحكم دولة واحدة في أوروبا 2- المحافظة على توازن القوى في منطقة شرق أسيا 3- الحفاظ على امن واستقرار نصف الكرة الذي توجد به أمريكيا ؛ وأيضا المحافظة على النصف الأخر الذي ستتواجد فيه؛ فالعالم والفضاء الخارجي بقناعتهم " المتواضعة " خاضع للسيادة الأمريكية وبالتالي لو أردنا استكشاف نهاية الحدود الأمريكية سوف نهوي من الكرة الأرضية 4-حماية الأرواح والمقدرات الأمريكية في كل العالم 5-تأمين وصول الموارد الطبيعية خصوصا من منطقة الخليج العربي 6- الحفاظ على ريادة الولايات الأمريكية في الأسواق العالمية والتجارة الحرة الدولية 7- تعزيز القيم والمثل الأمريكية" الأمركة " فالمثل والقيم بمثابة أداة لتحقيق المصالح الأمريكية، فأمريكيا لا تنظر المستقبل ولكنها تصنعه .. و تحرث أرضها بعجولها .

أما عوامل التأثير في صنع القرار الأمريكي فهي تخضع لشخصية الرئيس الأمريكي وثقافته العامة وللفريق الرئاسي (U.S. presidential team ) الذي سيتم تشكيله لمساعدة الرئيس خصوصا " وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي وكبار موظفي البيت الأبيض وغيرهم من أمراء الجيش والاقتصاد والإعلام وبنوك التفكير وجماعات المصالح والضغط وغيرهم ..
وأمام هذه المبادئ والعوامل سيرتب الرئيس الأمريكي الجديد براك أوباما – أجندته وأولويات عمله بما يتناسب ويتوافق مع برنامجه الانتخابي و مع الواقع الذي تركه الرئيس النافق بوش ابن بوش .
سيبدأ واباما باختيار طاقمه الخاص بتنفيذ السياسة الخارجية والذي يجب أن يكون مقتنعا بسياسة التغيير التي تبناها وحمل لوائها في حملته الانتخابية (yes , we can change)
إذن التغيير سيطال السياسة الخارجية الأمريكية ( الأدوات – الأشخاص-الأساليب – الأهداف ) ويلعب اختيار وزير الخارجية الأمريكية دوراً كبيراً لإنجاح سياسة اوباما في العالم وبالأخص منطقة النفط العربي.
و قد جاء في الأخبار انه ينوى ترشيح الشقراء هيلارى كلينتون سيدة الولايات الأمريكية في عهد زوجها "الجنتل مان بيل كلينتون واشرب ميته " التي نافسته بكل غرور وكبرياء وصلافة في زعامة الحزب الديمقراطي. والسؤال الذي يخطر على بالى؛إلى أي مدى سيؤثر الاختلاف الطبقي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي والعلاقاتى بين اوباما الافريقى المهجن وبين هيلارى كلينتون والتي تمثل الانجلوساكسون ؟؟ وهل ستعمل على إنجاحه وانتشاله من مستنقع الأزمات الخارجية ؟؟كونها تتمتع بوجه برئ ( baby face ) نظرا لقباحةوشناعة سلفتها السابقة الدكتورة " كيندى كما تحب أن تلقب " والتي بعثت الدمار والخراب في مكان حلت به "وجه غراب" " الفوضى الخلاقة" ( Creative chaos).
أما الأمر الأخر الذي سوف يواجه اوباما هو الفاتورة باهظة الثمن التي سيدفعها رغما عن انف أبيه إلى اللوبي الصهيوني (The Zionist lobby ) الذي دعمه ووقف بجانبه ليس لسواد عيونه في حملته الانتخابية التي جعلت منه الرجل الأول في العالم ، فأي ثمن سوف تدفع يا أوباما بل أي ثمن سندفع نحن جراء ذلك !!؟؟ كيف ستتحرك اوباما وألغام اللوبي الصهيوني الحمراء والليزرية تنتشر أمامك كحبات الرمال وجميعها تنذرك بعدم الضغط على مشروعهم وطفلهم المدلل دولة الاحتلال الإسرائيلي وإلا سيكون مصيرك الهلاك ؟؟ للعلم لقد اختار اوباما رئيس هيئة أركان البيت الأبيض شخص إسرائيلي يهودي صهيوني محارب اسمه " النائب رام إيمانويل " فقد تطوع ايمانويل بالعمل في قاعدة للجيش الإسرائيلي في الخليج الأولى في العام 1991 ، وكان العضو الديمقراطي الوحيد من مجموعة أعضاء الكونغرس (Congress) التسعة عن ولاية إلينوي الذي صوت لصالح الحرب على العراق في العام ,2003 ." فهو الرجل الثاني في البيت الأبيض و وظيفته " أن يدرس الحقائق ثم يقول للرئيس ’تعلم ياسيادة الرئيس أنه ليس من السهل إبلاغك بهذا، ولكن هذا هو الواقع " . والواقع هو إن "دولة الكيان الاسرائيلي "مشروع أمريكي وحليف استراتيجي مقدس. يبدو أن اوباما يتمتع بقسط وافر من الذهاء والخبث فقد أحاط نفسه بفريق يحسد عليه من الصهاينة فهو ينوي تعيين "دينس روس منسق عملية السلام في الشرق الأوسط الأسبق " اليهودي صهيوني الموالى لحكومة الاحتلال قلبا وقالب . يمتلك هذا الفريق معرفة وخبرة واسعة في شئون المنطقة العربية فمعظمهم شغل مناصب في عهد بيل كلينتون فهل بإمكان هذا الفريق تقديم مبادرة ومشروع جديد لحل الصراع أم سيعمل فقط على إدارته كعادة الإدارات السابقة ؟؟ وقد يكون من الملفت للنظر توقيت موافقة إسرائيل لسلطة أبو مازن في رام الله بتسويق وإحياء المبادرة العربية في الصحف العبرية وهي خطوة جريئة غير مسبوقة من طرف دولة الاحتلال !!! فهل المغزى منها قطع الطريق على اوباما لطرح مبادرة سلام جديدة في المنطقة العربية ، فهى خطوة لجذب اوباما إلى المسار الفلسطيني – الإسرائيلي ليتم تهميش المسار التفاوضي السوري – الإسرائيلي، خوفا من اعتبار سوريا الطرف الأهم والأجدر للتوصل لسلام معه برعاية أمريكية كونها رأس حربه أزمة الشرق الأوسط وإن اختراقها سيؤدى لإنهاء الصراع تدعيما لمقولة " لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا " !!!؟؟ وقد يكون تعيين الرئيس عباس رئيسا لدولة فلسطين" من المجلس المركزي "العتيق " جاء كخطوة استباقية لتعجيل وتحريك اوباما " حتى يضرب الحديد وهو ساخن فأبو مازن يمتلك كل شيء بيده؛ انه رئيس للسلطة الوطنية ، ورئيس لمنظمة التحرير وقائد لأكبر تنظيم فلسطيني وحاصل على دعم ورعاية عربية وغير عربية كونه رائد ومهندس اوسلو و "معتمد لدى العالم أجمع بأنه أبو القضية وأبو الشرعية وأبو الشعب المفوض " فسيادته؛يسوق قطاع غزة بأنه يخضع لقوى ظلامية _ جاءت بشكل ديمقراطي وبإرادة الشعب الفلسطيني -تعمل على إفشاله ونزع حكمه ونفوذه، يجب القضاء عليها والتخلص منها لكي يصبح قادرا على تحمل مسؤولياته في التفاوض مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ويقود الشعب الفلسطيني لبر الأمان !! ويبدو انه يسعى لإعلان قطاع غزة "إقليم متمرد " ويزعم ان قطاع غزة يتبع لدول عربية وغير عربية راعية "لمنظمات إرهابية " هي سوريا وإيران الدولة التي ستذيب الكيان الإسرائيلي بطموحاتها النووية !! انه صيد ثمين بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وللأنظمة العربية المعادية سرا وجهرا لإيران ولسوريا ولحركة حماس حال اقتناع اوباما بتلك البروبجندا الخبيثة (Malicious propaganda ) وان تحققت نواياهم سوف يعاد رسم خريطة جديدة للمنطقة العربية. شرق أوسط جديد (A new Middle East ) أما عن السيناريوهات المتوقعة لسياسة اوباما في المنطقة العربية كالتالي :
السيناريو الأول :
اتهام النظام السوري بأنه نظام داعم للإرهاب ولديه خطط وطموحات نووية لإبادة إسرائيل، يجب كسر شوكته وإسقاطه مهما كلف الثمن ذلك لأنه يرفض بيع قضيته وأرضه المغتصبة لدولة الاحتلال ويكابر وهو ضعيف،يبدأ السيناريو بعد افتعال أزمة في لبنان "كبش الفداء" لينجر الجيش السوري ويدخل لبنان ، وعندها يقع في الفخ .
السيناريو الثاني :
إعلان قطاع غزة إقليم متمرد على شرعية المقاطعة الاسلووية و اعتباره داعم للإرهاب ومدعوم من دول راعية ومعادية للكيان الإسرائيلي تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي وبعد موافقة عربية، باحتلاله لإنهاء المقاومة الإسلامية و الوطنية وطمس معالم حكومتها المنتخبة من الشعب الفلسطيني، وعندها سيتم هدم المقاطعة على رأس أصحابها من قبل دولة الاحتلال كونهم عاجزين عن حماية تيجانهم السلطانية الخالدة وستنقلهم إلى أقرب دولة مجاورة لحمايتهم من الانتفاضة الجديدة التي ستنفجر في الضفة وقطاع غزة، حتى لا تلتهم نيرانها الغاضبة جلودهم الناعمة ومعاطفهم المخملية و ستعمل إسرائيل على إخماد الانتفاضة القادمة بضم الضفة الغربية إلى تاج الملك الهاشمي إداريا و وتعيد احتلال قطاع غزة وتسلمه جثه هامدة إلى الجيش المصري وعندها ستصبح القضية الفلسطينية " خرافة " .
السيناريو الثالث:
الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات "مؤلمة لسوريا ، يتم حفظ ماء وجه النظام السوري بأنه " صبر ونال هضبة الجولان " وذلك لقطع العلاقة بين سوريا وإيران والانفراد بإيران وتلقينها درس موجع يرجعها إلى العصور الحجرية، وتضع المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الزاوية وتجبرهم على الاختيار إما الإبادة أو تغيير المسار والالتزام بالنموذج التركي فقط وهنا تنقرض عمالقة المنطقة ويبدأ عصر أوسطى جديد تحتل فيه الدولة العبرية الصدارة والقيادة وٌتقدم "منتجات تنوفا و عليت الصهيونية "على جميع موائد الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج" يا فرحة شمعون بيرس فقد يتحقق حلمه "
أما السيناريو الرابع:
أسف .. لقد قطعت الكهرباء عن المنطقة... سلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق