الجمعة، 10 أبريل 2009

مقال سياسي سنن التغفيير فى اعوام الرحيل

فلسفة سنن التغيير في أعوام الرحيل

أشرف نافـــذ أبو سالم
كاتب من غزة

إن التغيير والتجديد أمر طبيعي بالنسبة للحياة بشكل عام، أما في حياة الشعوب والدول فهو أمر وركن أساسي لبقاء واستمرار ديمومة الدول والشعوب المتقدمة صاحبة الخبرات والتجارب العريقة التي تحترم القانون والمؤسسة والنظام، كونها ترفض الخضوع للرموز أو الشخصيات أو الأحزاب الخالدة أو المخلدة ؛ "يفنى الشعب ولا يفنون " وكما أن لكل شيء اجل ومقدار إذن لكل رئيس وحكومة برنامج زمني ونظام معين لتحقيق الوعود على أرض الواقع ، فمن طبائع الشعوب أنها معنية باستمرار وازدهار حياتها الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية، حيث هي مصدر السلطات والتشريع والسيادة والقرار وهى من ترسل بطاقات البقاء أو المغادرة وهى من تقدم من هو أحق وأجدر وأصلح لقيادة المركبة الجماعية حتى يصل الجميع إلى بر الأمان وعند هذا الأمر يتم انتقال وتسليم السلطة بكل هدوء وبسلاسة وود "مصلحي " إن جاز التعبير وبدون مؤامرات وتضيق وخنق وتهميش ووضع عصى في دولاب من اختاره الشعب بإرادته وبكل نزاهة وشفافية ليقود المركب ويبحر فيها لعله يعمل وينجح " دعه يعمل دعه يمر " و هنا يسلم الطرف المغادر السلطة كابينة القيادة مدركا أن المركب للجميع وسلامة المركب تعنى سلامة الجميع ، ويعود خطوة للخلف لا للنوم أو التفسح إنما لتصحيح وتنقيح الأخطاء السابقة وتزييت مفاصلة كونه سوف يخوض معركة تنافسية قادمة للحكم بعد فترة وجيزة لا تتعدى بضع سنوات يكون قد نهض واستعاد قواه ،، وهذا ما رأيناه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة التي شكلت انعطافا قوى بانتخاب رئيس أمريكي من أصول افريقية مهاجرة ،، قلبت الطاولة والتاريخ والعادة والعرف في الحياة السياسية الأمريكية فمن قلبها يا ترى ؟؟ انه الشعب والناخب الأمريكي الذي رأى بان الحزب الديمقراطي وبغض النظر عن لون قيادته وشكله وأصوله قد يأخذ بيد الولايات الأمريكية المتحدة إلى بر الأمان ويحقق الرفاهية والازدهار للمواطن الأمريكي، وبهذا القرار أسرع جورج بوش الابن بجمع حقائبه وسلم مفاتيح البيت الأبيض للرئيس الجديد اوباما، وهو الآن "بوش الابن"سوف يقلع بطائرة صغيرة إلى احد مزارعه لينهى فترة رئاسية كانت مليئة بالتحديات والأزمات بغض النظر عن أنواعها وأشكالها وعدالتها ،، رحل واحترم سنن التغيير والتجديد وبقى كما يقول الأمريكان
hi is just a man ، والأمر نفسه في الكيان الإسرائيلي فقد استلم رئيس الوزراء أولمرت رئاسة حزب كاديما " المصلحى " ورئاسة الوزراء من المجحوم شارون وبدأ مشواره بفشل يجر فشل وهزيمة تخلف هزيمة وفساد يولد فساد ، وجاء قرار الناخب الإسرائيلي في حزب كاديما بأنه وجب عليك الرحيل يا اولمرت " ليخ للبيت" ورغم قسوة القرار سلم اولمرت " الصغير " مفاتيح رئاسة الوزراء إلى ليفنى القادمة من ملفات المخابرات الساخنة وانسحب بهدوء حتى إطارات سيارته التي قادته للبيت تحركت دون غبار!!.
فهل لنا نحن الشعب الفلسطيني من عبرة؟؟ لنقف لحظة تأمل على سنن التغيير والتجديد،فالوقت من ذهب والشعب لا يهزم والبقاء للأصلح ، فنحن نعيش التحرر والتحرير ولنا نظام سياسي عجيب ولنا أيضا مؤسسة يفترض أن تضم الجميع وتنطق باسم الجميع ، وها هي أزمة الرئاسة، والحكومة، والبرلمان المنتخب من الشعب مصدر السلطات تعصف بمركب الوطن في لليل أسود متلاطم الأمواج ، والكل يهرول إلى حماية ما له على المركب دون الالتفات بأننا قد نصطدم جميعا في صخرة الاحتلال لتحطمنا وتفرقنا وتشتت جمعنا ونضيع في دوامات الفرقة والانقسام ويكون مصيرنا الهلاك والفناء لا قدر الله .
كل هذا لأننا رفضنا وما زلنا نتجاهل سنة الكون والحياة والشعوب والأنظمة في التغيير والتجديد ومنطقية صيرورة دورة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فاعتبروا يا أصحاب الألباب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق