الجمعة، 10 أبريل 2009

قصة قصيرة

أبنائي .. مشاريع شهادة

كعادتها ..أعدت لنا الشاي قبل أن نغدو إلى معترك الحياة .. الدراسة والعمل ..
كانت متعبة مرهقة وعلامات المرض والهرم المبكرة بدأت تنخر في جوانب وجهها ..الممتلئ بالطيبة والحنان ..
قالت لابنها الصغير : حسن إياك أن تتأخر اليوم عن موعد الغذاء وارحم نفسك من عناء كرة القدم فهي لا تقدم ولا تؤخر في بلدنا ..
هز حسن رأسه وهو يرتشف الشاي من كوبه المفضل والمكتوب عليه اسمه " الشاطر حسن " ..
وانطلق بريحه الطيب العطر ... إلى أولاد حارته الذين ينتظرونه على عتبة البيت .. على أحر من الجمر ..
ذهبت لعملي .. وذهب بقية أبنائي إلى مقاعد الدراسة .. وعادت الأم ترتب فضاء البيت .. وتفكر في اى نوع من البقوليات اليوم ستطهو ... فكل يوم عدس ..وعدس ..
دارت عقارب الساعة وجاء موعد الغذاء ولتم الجميع حول طاولة الطعام .. ولم يخطر على بال الأم .. أن ترسل أحد أبنائها لإحضار حسن ..
وبعد الانتهاء من تناول طعامنا..
طلبت زوجتي من ابننا الكبير أحمد أن يذهب ليحضر حسن ,,
عاد بعد ان سأل ..أبو صابر هل مر عليك حسن واشترى منك .. اليوم ؟؟
..لا لم يأتي ولقد رايتهم يخرجون من الحارة وينطلقون إلى الملعب الكبير .. هذا ما نطق به صاحب الدكان العم أبو صابر ..
امى لم أجد حسن ،،
لقد ذهب مع الأولاد إلى الملعب الكبير كعادته ..
وأنا لن أذهب هناك ,, أريد أن أحل فروضي الدراسية ,,
وهنا جاء صوت من خلف الباب ينادى ""أبو أحمد أبو أحمد ""
افتح .. أين أنت ..
فزعت من النوم ،، وخرجت مسرعا الى صوت المنادى .. وجدته جارى أبو على ..
قال لي " هل سمعت صوت القصف انه قريب منا .. والأولاد لا نعلم أين هم هيا نذهب ونرى ماذا حدث ؟
قلت له لا سامحك الله ، لماذا كل هذا الخوف والقلق ألم تعتاد على سماع القصف؟؟!! .. فأنا أضحيت لا أنام إلا على صوت القصف ..
،، هيا يا رجل ويكفيك سخرية ،، العدو غادر لا يعرف الرحمة ومنطقتنا مستهدفة وعليها العيون كثيرة ،،
انطلقت معه نفتش عن الأولاد .. ونحسب الأيام الباقية لانتهاء فترتنا السنوية في بطالة العمل التي تقدمها وكالة تشغيل اللاجئين .. الوكالة ..
وكالسراب رأينا الفتية والشباب يهرولون إلى منطقة الملعب الكبير ،، أسرعنا ..إلى منطقة الملعب .. وهناك سمعت ..
الأطفال يتهامسون فئ فخر وحزن وهلع ..
ها هو أبو الشهيد حسن
قلت لهم من استشهد
قالوا ابنك حسن ذهب ليحضر منصات صواريخ المقاومة .. وأطلقت الزنانة "طائرة بلا طيار " صاروخ على ابنك !!!
وقد أخذته سيارة الإسعاف وها هم الشباب يجمعون بقية الأشلاء ..
..أه يا وجع قلبي
اه يا ربى
لقد مات ابني .. حسبي الله ونعم الوكيل .. إن لله وان إليه راجعون ...
عاد إلينا حسن بلا أرجل وبلا أيدي
عاد كومة من اللحم الأسود ..
لقد مضى حسن الشاطر .. وبقى كوب الشاي الخاص به ليرثه إخوته .. ولا أعلم .....

إمضاء / أبو الشهيدين حسن .. و

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق