الجمعة، 10 أبريل 2009

التهدئة بعيون اسرائيلية

التهدئة بعيون إسرائيلية

أشرف نافـــذ أبو سالم
كاتب من غزة

منذ الإعلان عن التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي والسواد الأعظم يراهن على إنها لن تدوم سوى أشهر قليلة سرعان ما تنقضي .
والسؤال المطروح هو كيف ينظر الاحتلال الإسرائيلي للتهدئة وما هي أسبابه الباطنية للقبول بها أو محاولاته القضاء عليها ؟؟ هل لكبريائه المجروح جراء فرض التهدئة عليه رغما عن أنفه بعد فشله الذريع في القضاء على المقاومة الفلسطينية وصواريخها ؟ أم لخيبة أمله الإستخبارية والأمنية في الكشف عن مكان الجندي جلعاد شاليط ؟ والتي جاءت امتدادا لهزيمته في حرب لبنان الأخيرة على يد المقاومة اللبنانية ؟ " ضربتان في الرأس ..توجع " وقد يكون للصراعات الداخلية والحزبية داخل حكومته تأثيرا على قبوله بالتهدئة ؟ الأسئلة كثيرة وباب الإجابات عنها مفتوح للجميع .
والاهم أن عيون الاحتلال الإسرائيلي نظرت للتهدئة بعيون ماكرة خبيثة وخصوصا بوجود حالة الانقسام المؤسفة التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث تمكن المحتل من الإنفراد برأس السلطة الوطنية في الضفة الغربية وعمل بكل جهد لإضعاف موقفه التفاوضي والسيادي والوطني أمام مؤيديه ومعارضيه ، فهو " حارس بيارة شائخ " لا يمكن الاعتماد عليه ولا يجوز طرده من الخدمة؛ لتصميمه على البطش "بعكازه الخشبي" بالمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأصبحت وظيفة سلطته تمسيد ومسح آثار الدبابات والجرافات الإسرائيلية غداة كل نزهة له في الضفة الغربية ، ومهمته تسليم ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي الضالين في أزقة وشوارع الضفة الغربية، حيث يُحرم على قوات أمن السلطة هناك رفع السلاح في وجوه الجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين حين يشنون عمليات نهب وسلب وطرد للعائلات من بيوتهم ، ناهيك عن تهويد وتدنيس المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في مدينة القدس والخليل .. كل هذا وأكثر؛ والسلطة الوطنية في المقاطعة .. الله أعلم وأكبر !!!
أما في قطاع غزة الخط الساخن و ( الإقليم الصامد ) أمام عنجهية وجباروت الاحتلال الإسرائيلي أرى أسباب أثبتتها الأيام والمواقف لموافقة الإحتلال الإسرائيلي على التهدئة منها :
- أن حركة حماس تسيطر على قطاع غزة وتقلع عيون الاحتلال الإسرائيلي يوما بعد يوما مما يضعف من قدرة التحرك الإسرائيلي الميداني، رغم القوة التكنولوجية لا يمكن الاستغناء عن القاعدة البشرية للعمل الأمني والعسكري ، وهذا يزيد من قوة المقاومة في التصدي لأي عمل أو تخطيط عسكري مفاجئ للقطاع، ويمنح المقاومة الفلسطينية في غزة مجالاً أوسع للتدريب والتجهيز والإعداد .
- وجود حكومة راعية وداعمة للمقاومة ومحافظة على الثوابت الوطنية فكان لابد من اختبار مدى تحملها وصمودها وإحراجها أمام شعبها وحركتها بوجود تهدئة زائفة يكون الحصار والتضييق والمساومة اللغة الوحيدة للتعامل معها وإظهارها بأنها حكومة تجرى وتلهث وراء تدخل الاتحاد الأوروبي وغيره من المنظمات الدولية من أجل الضغط على الاحتلال بأن يدخل الطعام والدواء والوقود "لإقليم غزة المنكوب والمقهور والمحاصر " .
- اختبار فاعلية ومهنية إدارة حركة حماس لحكم القطاع وكيف سوف تغرق في الأخطاء وعدم السيطرة على الأزمات الداخلية كالأمن، والبطالة، وفك الحصار، والاقتصاد ،وتسيير الحياة اليومية للمواطن المسحوق .
- تشويه صورة النموذج الإسلامي المقاوم بعد أن يذوب في مفاتن وإغراءات السلطة وينعم بالراحة والقوة والنفوذ والتفرد ،حتى يصل الجميع إلى قناعة تامة بأنه لا فرق بين عشاق البنادق وعشاق الخنادق وإنهم سواسية أمام إغراءات السلطة ومفاتنها الناعمة ومناصبها الحساسة .
- اختبار أخر لحركة حماس والحكومة الفلسطينية في غزة بكيفية تعاملها وتعاطيها مع الفصائل الأخرى القريبة منها والبعيدة، في مدى التزامهم وتوافقهم واحترامهم لقرار الإجماع الوطني في التهدئة ، وكيف ستتعامل حماس في ظل دق إسفين من العيار الثقيل بينها وبين حركة الجهاد الإسلامي مثلاً ؟ وما هي طريقة حماس في الرد والتعامل مع أي فصيل مقاوم أراد خرق التهدئة ؟؟ " خلية الأزمة" .
- أرادت إسرائيل تشويه وضرب الثقة بين حماس والأنظمة العربية المجاورة وخصوصا مع الشقيقة الكبيرة مصر وإيصال النظام والشعب المصري إلى قناعة تامة بأن حركة حماس وحكومتها هي المسئولة عن حصار وتجويع الشعب وانقسامه بسبب صلابة وتحجر مواقفها -حيث أصبحت الميوعة والرعونة والتنازلات على طاولات المفاوضات دليل على حضارة وشفافية ورقى صاحبها - وجعل النظام المصري أداة قمع وتعذيب جديدة تضاف على أجساد أطفال وشيوخ ونساء فلسطين ، وخصوصا على أبناء قطاع غزة لو استغاثوا بحدود مصر سوف تكسر أرجلهم وأيديهم وما شابه .. " خلى الضمير صاحي يا أبو الغيط " .
- تريد حكومة الاحتلال أن ينتفض الشعب الفلسطيني على حكم حماس بغزة ويعلن للعالم بان "جحيم الاحتلال و أعوانه الفاسدين؛ أرحم له من حكم يوم واحد في ظل حكم حركات إسلامية وطنية " وهو هدف أمريكي صهيوني مازني .
- كل هذه الأسباب وأكثر كانت في عقول وقلوب وعيون حكومة الإحتلال الوقحة وعملت جاهدة على تدعيمها و ترسيخها على أرض الواقع، وما زالت تسعى للأمر ولن تتوانى وتتراجع إلا بعد تحقيق ما يرضى غرورها ويشفى جراح إرغامها على التهدئة، فهي تعلم بأنها لو تبرأت من التهدئة وأفشلتها لن تجد إلا خيارات المقاومة الفلسطينية التي يجب أن ترضى بها وتخضع لها، فلو انهارت التهدئة واجتاحت قطاع غزة وارتكبت جرائمها ، فإنها لن تنهى المقاومة ولن توقف إطلاق الصواريخ وخطف الجنود.. " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .

فلسطين- غزة 19-11-2008


سيناريوهات قبل حرب الفرقان

اومابا وسيناريوهات السياسة الخارجية تجاه المنطقة العربية (new look )

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم .
كاتب من غزة

إن المتتبع للسياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، سيصل إلى أن أمن ومستقبل الدولة العبرية مرتبط وجدانينا وعضوياً بالأمن القومي الأمريكي كونها قاعدة إستراتيجية لها في المنطقة العربية، وكذلك منع وصول الشعب الفلسطيني إلى مرحلة إقامة دولته المستقلة وتحقيق مصيره بإرادته ، فقط تبقى القضية ما بين لاجئين وأكثر من لاجئين ويتبع ذلك مبادئ راسخة وثابتة في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام تتمثل 1- بمنع وتحكم دولة واحدة في أوروبا 2- المحافظة على توازن القوى في منطقة شرق أسيا 3- الحفاظ على امن واستقرار نصف الكرة الذي توجد به أمريكيا ؛ وأيضا المحافظة على النصف الأخر الذي ستتواجد فيه؛ فالعالم والفضاء الخارجي بقناعتهم " المتواضعة " خاضع للسيادة الأمريكية وبالتالي لو أردنا استكشاف نهاية الحدود الأمريكية سوف نهوي من الكرة الأرضية 4-حماية الأرواح والمقدرات الأمريكية في كل العالم 5-تأمين وصول الموارد الطبيعية خصوصا من منطقة الخليج العربي 6- الحفاظ على ريادة الولايات الأمريكية في الأسواق العالمية والتجارة الحرة الدولية 7- تعزيز القيم والمثل الأمريكية" الأمركة " فالمثل والقيم بمثابة أداة لتحقيق المصالح الأمريكية، فأمريكيا لا تنظر المستقبل ولكنها تصنعه .. و تحرث أرضها بعجولها .

أما عوامل التأثير في صنع القرار الأمريكي فهي تخضع لشخصية الرئيس الأمريكي وثقافته العامة وللفريق الرئاسي (U.S. presidential team ) الذي سيتم تشكيله لمساعدة الرئيس خصوصا " وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي وكبار موظفي البيت الأبيض وغيرهم من أمراء الجيش والاقتصاد والإعلام وبنوك التفكير وجماعات المصالح والضغط وغيرهم ..
وأمام هذه المبادئ والعوامل سيرتب الرئيس الأمريكي الجديد براك أوباما – أجندته وأولويات عمله بما يتناسب ويتوافق مع برنامجه الانتخابي و مع الواقع الذي تركه الرئيس النافق بوش ابن بوش .
سيبدأ واباما باختيار طاقمه الخاص بتنفيذ السياسة الخارجية والذي يجب أن يكون مقتنعا بسياسة التغيير التي تبناها وحمل لوائها في حملته الانتخابية (yes , we can change)
إذن التغيير سيطال السياسة الخارجية الأمريكية ( الأدوات – الأشخاص-الأساليب – الأهداف ) ويلعب اختيار وزير الخارجية الأمريكية دوراً كبيراً لإنجاح سياسة اوباما في العالم وبالأخص منطقة النفط العربي.
و قد جاء في الأخبار انه ينوى ترشيح الشقراء هيلارى كلينتون سيدة الولايات الأمريكية في عهد زوجها "الجنتل مان بيل كلينتون واشرب ميته " التي نافسته بكل غرور وكبرياء وصلافة في زعامة الحزب الديمقراطي. والسؤال الذي يخطر على بالى؛إلى أي مدى سيؤثر الاختلاف الطبقي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي والعلاقاتى بين اوباما الافريقى المهجن وبين هيلارى كلينتون والتي تمثل الانجلوساكسون ؟؟ وهل ستعمل على إنجاحه وانتشاله من مستنقع الأزمات الخارجية ؟؟كونها تتمتع بوجه برئ ( baby face ) نظرا لقباحةوشناعة سلفتها السابقة الدكتورة " كيندى كما تحب أن تلقب " والتي بعثت الدمار والخراب في مكان حلت به "وجه غراب" " الفوضى الخلاقة" ( Creative chaos).
أما الأمر الأخر الذي سوف يواجه اوباما هو الفاتورة باهظة الثمن التي سيدفعها رغما عن انف أبيه إلى اللوبي الصهيوني (The Zionist lobby ) الذي دعمه ووقف بجانبه ليس لسواد عيونه في حملته الانتخابية التي جعلت منه الرجل الأول في العالم ، فأي ثمن سوف تدفع يا أوباما بل أي ثمن سندفع نحن جراء ذلك !!؟؟ كيف ستتحرك اوباما وألغام اللوبي الصهيوني الحمراء والليزرية تنتشر أمامك كحبات الرمال وجميعها تنذرك بعدم الضغط على مشروعهم وطفلهم المدلل دولة الاحتلال الإسرائيلي وإلا سيكون مصيرك الهلاك ؟؟ للعلم لقد اختار اوباما رئيس هيئة أركان البيت الأبيض شخص إسرائيلي يهودي صهيوني محارب اسمه " النائب رام إيمانويل " فقد تطوع ايمانويل بالعمل في قاعدة للجيش الإسرائيلي في الخليج الأولى في العام 1991 ، وكان العضو الديمقراطي الوحيد من مجموعة أعضاء الكونغرس (Congress) التسعة عن ولاية إلينوي الذي صوت لصالح الحرب على العراق في العام ,2003 ." فهو الرجل الثاني في البيت الأبيض و وظيفته " أن يدرس الحقائق ثم يقول للرئيس ’تعلم ياسيادة الرئيس أنه ليس من السهل إبلاغك بهذا، ولكن هذا هو الواقع " . والواقع هو إن "دولة الكيان الاسرائيلي "مشروع أمريكي وحليف استراتيجي مقدس. يبدو أن اوباما يتمتع بقسط وافر من الذهاء والخبث فقد أحاط نفسه بفريق يحسد عليه من الصهاينة فهو ينوي تعيين "دينس روس منسق عملية السلام في الشرق الأوسط الأسبق " اليهودي صهيوني الموالى لحكومة الاحتلال قلبا وقالب . يمتلك هذا الفريق معرفة وخبرة واسعة في شئون المنطقة العربية فمعظمهم شغل مناصب في عهد بيل كلينتون فهل بإمكان هذا الفريق تقديم مبادرة ومشروع جديد لحل الصراع أم سيعمل فقط على إدارته كعادة الإدارات السابقة ؟؟ وقد يكون من الملفت للنظر توقيت موافقة إسرائيل لسلطة أبو مازن في رام الله بتسويق وإحياء المبادرة العربية في الصحف العبرية وهي خطوة جريئة غير مسبوقة من طرف دولة الاحتلال !!! فهل المغزى منها قطع الطريق على اوباما لطرح مبادرة سلام جديدة في المنطقة العربية ، فهى خطوة لجذب اوباما إلى المسار الفلسطيني – الإسرائيلي ليتم تهميش المسار التفاوضي السوري – الإسرائيلي، خوفا من اعتبار سوريا الطرف الأهم والأجدر للتوصل لسلام معه برعاية أمريكية كونها رأس حربه أزمة الشرق الأوسط وإن اختراقها سيؤدى لإنهاء الصراع تدعيما لمقولة " لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا " !!!؟؟ وقد يكون تعيين الرئيس عباس رئيسا لدولة فلسطين" من المجلس المركزي "العتيق " جاء كخطوة استباقية لتعجيل وتحريك اوباما " حتى يضرب الحديد وهو ساخن فأبو مازن يمتلك كل شيء بيده؛ انه رئيس للسلطة الوطنية ، ورئيس لمنظمة التحرير وقائد لأكبر تنظيم فلسطيني وحاصل على دعم ورعاية عربية وغير عربية كونه رائد ومهندس اوسلو و "معتمد لدى العالم أجمع بأنه أبو القضية وأبو الشرعية وأبو الشعب المفوض " فسيادته؛يسوق قطاع غزة بأنه يخضع لقوى ظلامية _ جاءت بشكل ديمقراطي وبإرادة الشعب الفلسطيني -تعمل على إفشاله ونزع حكمه ونفوذه، يجب القضاء عليها والتخلص منها لكي يصبح قادرا على تحمل مسؤولياته في التفاوض مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ويقود الشعب الفلسطيني لبر الأمان !! ويبدو انه يسعى لإعلان قطاع غزة "إقليم متمرد " ويزعم ان قطاع غزة يتبع لدول عربية وغير عربية راعية "لمنظمات إرهابية " هي سوريا وإيران الدولة التي ستذيب الكيان الإسرائيلي بطموحاتها النووية !! انه صيد ثمين بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وللأنظمة العربية المعادية سرا وجهرا لإيران ولسوريا ولحركة حماس حال اقتناع اوباما بتلك البروبجندا الخبيثة (Malicious propaganda ) وان تحققت نواياهم سوف يعاد رسم خريطة جديدة للمنطقة العربية. شرق أوسط جديد (A new Middle East ) أما عن السيناريوهات المتوقعة لسياسة اوباما في المنطقة العربية كالتالي :
السيناريو الأول :
اتهام النظام السوري بأنه نظام داعم للإرهاب ولديه خطط وطموحات نووية لإبادة إسرائيل، يجب كسر شوكته وإسقاطه مهما كلف الثمن ذلك لأنه يرفض بيع قضيته وأرضه المغتصبة لدولة الاحتلال ويكابر وهو ضعيف،يبدأ السيناريو بعد افتعال أزمة في لبنان "كبش الفداء" لينجر الجيش السوري ويدخل لبنان ، وعندها يقع في الفخ .
السيناريو الثاني :
إعلان قطاع غزة إقليم متمرد على شرعية المقاطعة الاسلووية و اعتباره داعم للإرهاب ومدعوم من دول راعية ومعادية للكيان الإسرائيلي تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي وبعد موافقة عربية، باحتلاله لإنهاء المقاومة الإسلامية و الوطنية وطمس معالم حكومتها المنتخبة من الشعب الفلسطيني، وعندها سيتم هدم المقاطعة على رأس أصحابها من قبل دولة الاحتلال كونهم عاجزين عن حماية تيجانهم السلطانية الخالدة وستنقلهم إلى أقرب دولة مجاورة لحمايتهم من الانتفاضة الجديدة التي ستنفجر في الضفة وقطاع غزة، حتى لا تلتهم نيرانها الغاضبة جلودهم الناعمة ومعاطفهم المخملية و ستعمل إسرائيل على إخماد الانتفاضة القادمة بضم الضفة الغربية إلى تاج الملك الهاشمي إداريا و وتعيد احتلال قطاع غزة وتسلمه جثه هامدة إلى الجيش المصري وعندها ستصبح القضية الفلسطينية " خرافة " .
السيناريو الثالث:
الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات "مؤلمة لسوريا ، يتم حفظ ماء وجه النظام السوري بأنه " صبر ونال هضبة الجولان " وذلك لقطع العلاقة بين سوريا وإيران والانفراد بإيران وتلقينها درس موجع يرجعها إلى العصور الحجرية، وتضع المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الزاوية وتجبرهم على الاختيار إما الإبادة أو تغيير المسار والالتزام بالنموذج التركي فقط وهنا تنقرض عمالقة المنطقة ويبدأ عصر أوسطى جديد تحتل فيه الدولة العبرية الصدارة والقيادة وٌتقدم "منتجات تنوفا و عليت الصهيونية "على جميع موائد الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج" يا فرحة شمعون بيرس فقد يتحقق حلمه "
أما السيناريو الرابع:
أسف .. لقد قطعت الكهرباء عن المنطقة... سلام .

محاكمة عزمى بشارة

محاكمة عزمي بشارة
بقلم أشرف نافذ أبو سالم
كاتب من غزة

إن الحملة المصروعة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على المفكر العربي الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة، ما هي إلا دليل قاطع على مدى شناعة وانحطاط هذا الكيان الطارئ على المنطقة العربية الإسلامية، فمنذ غرس الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية وعلى أرض فلسطين العربية الإسلامية، قامت العصابات الصهيونية بذبح وتهجير وطرد الشعب العربي الفلسطيني عام 1948م، من أرضه و أعلنوا بما يسمى " وثيقة استقلالهم" أن دولتهم " دولة ديمقراطية يهودية، وبهذا قد أرسى الاحتلال الصهيوني إستراتيجيته العنصرية والاحلالية، معتقدا انه سوف يلغي التاريخ و يمسح الذاكرة ويهمش أصاحب الحق ، وقد أرسى ذلك بكل قوانينه الأساسية التي يعمل بها في إدارة دولته الاحتلالية, وذلك من أجل أن يكون لليهود فقط الأفضلية والمكانة العالية والرفيعة وأنهم وحدهم يملكون هذه " الدولة " فهي الملاذ الوحيد والتاريخي والديني لكل يهود العالم، وبذلك أسقطت قوانينهم جميع الحقوق للذين بقوا في فلسطينهم، و أصبحت جميع مخططات دولة الاحتلال تعمل وتهدف إلى التضييق عليهم وحرمانهم من حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفرضت عليهم الأحكام العرفية والعسكرية، وبقوا منذ النكبة عام 1948م، وحتى الآن غرباء في بلادهم يتجرعون كؤوس العذاب والإذلال العنصرية الإسرائيلية، ورغم كل هذه التحديات والانتكاسات والظلم الذي لم بنا وبهم، ستبقى القرى والبلدات والأديرة والِكفار والمدن العربية، صامدة مرفوعة الرأس، وستخرج أجيالها القادمة من خصوبة الأرض الطيبة، لتطحن وتسحق كل أحلام وخرافات الصهيونية وتلقى بها من فوق أسوار عكا لتذوب بأمواج بحر فلسطين من رفح وحتى الناقورة .
إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، و من مبدأ تأكيدها وإصرارها على إنها دولة عنصرية فاشية تلدغ الدكتور عزمي بشارة ، لعله يفيق من أحلامه وتصوراته بأن الصراع في فلسطين ما هو إلا صراع عنصري؛ لا صراع وجودي أزلي، الآن وزير داخلية إسرائيل بدأ في وضع آلية لسحب الجنسية من الدكتور عزمي بشارة ليخبره بان دعواتك لدولة ثنائية القومية ما هي إلا أمنيات ووهم،وان الكلمة العليا هي للقومية و"الدولة اليهودية" فقط ، هذه رسالة واضحة من دولة الاحتلال الإسرائيلي لكل من ينادى ويروج للتطبيع مع العدو والمحتل، ولكل من نسى مذابحهم ومجازرهم ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، فأحداث عكا الأخيرة بين العرب واليهود، وحصار وتجويع غزة وتهويد القدس وتدنيس الأماكن الإسلامية ، لم يمضى عليها الوقت البعيد،
ومازالت قائمة ونتجرع ويلاتها.
أنا على يقين تام بان هناك قنبلة موقوتة في صدور أبناء عكا ويافا وحيفا والناصرة .. سوف تنفجر في أي لحظة ومع أقل احتكاك ،،ستنطلق انتفاضة ثالثة وجديدة في جميع أراضينا المحتلة عام 1948م ، والعدو الصهيوني يشم رائحتها وبدأ يجهز أداوت القمع والردع ويسن ويشرع قوانين لتسهيل عمليات الطرد والتهجير، وينتابني شعور بأنك أول من ستلتهمه هذه القوانين التي تعد وتصاغ الآن في أروقة محكمة " الظلم العليا " في دولة الكيان الصهيوني ، وهذا ما صرح به زميلك النائب الدكتور جمال زحالقة، " إن خطوة وزير الداخلية الإسرائيلي انتقامية وعنصرية ومخالفة للقانون الدولي، وإن الدولة اليهودية لم ولن تقدم على سحب مواطنة يهودي مهما فعل، حتى يغئال عمير، قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين، لم تسحب مواطنته. وقانون سحب المواطنة ضد العرب فقط"..."

فهل من صحوة ونهضة جديدة ستنطلق الآن منكم ومن الجميع لفضح وإدانة ومواجهة ممارسات وانتهاكات وجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي، لحقوق الإنسان العربي الفلسطيني المسلوب منه وطنه وأرضه ؟ هل لنا أن نوحد الهدف والطريق ونعلن للعالم أجمع بأننا الكل الذي لا يتجزأ ، وبأن صراعنا مع دولة الاحتلال هو صراع وجودي لا صراع حدودي ، وبأننا سنلاحق مجرمي الاحتلال الإسرائيلي أينما حلوا وارتحلوا .. وسنغلق أفواه وأبواق التطبيع والاعتراف إلى الأبد ، ،
فشدوا العزم ومنا البشارة .

مقال سياسي سنن التغفيير فى اعوام الرحيل

فلسفة سنن التغيير في أعوام الرحيل

أشرف نافـــذ أبو سالم
كاتب من غزة

إن التغيير والتجديد أمر طبيعي بالنسبة للحياة بشكل عام، أما في حياة الشعوب والدول فهو أمر وركن أساسي لبقاء واستمرار ديمومة الدول والشعوب المتقدمة صاحبة الخبرات والتجارب العريقة التي تحترم القانون والمؤسسة والنظام، كونها ترفض الخضوع للرموز أو الشخصيات أو الأحزاب الخالدة أو المخلدة ؛ "يفنى الشعب ولا يفنون " وكما أن لكل شيء اجل ومقدار إذن لكل رئيس وحكومة برنامج زمني ونظام معين لتحقيق الوعود على أرض الواقع ، فمن طبائع الشعوب أنها معنية باستمرار وازدهار حياتها الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية، حيث هي مصدر السلطات والتشريع والسيادة والقرار وهى من ترسل بطاقات البقاء أو المغادرة وهى من تقدم من هو أحق وأجدر وأصلح لقيادة المركبة الجماعية حتى يصل الجميع إلى بر الأمان وعند هذا الأمر يتم انتقال وتسليم السلطة بكل هدوء وبسلاسة وود "مصلحي " إن جاز التعبير وبدون مؤامرات وتضيق وخنق وتهميش ووضع عصى في دولاب من اختاره الشعب بإرادته وبكل نزاهة وشفافية ليقود المركب ويبحر فيها لعله يعمل وينجح " دعه يعمل دعه يمر " و هنا يسلم الطرف المغادر السلطة كابينة القيادة مدركا أن المركب للجميع وسلامة المركب تعنى سلامة الجميع ، ويعود خطوة للخلف لا للنوم أو التفسح إنما لتصحيح وتنقيح الأخطاء السابقة وتزييت مفاصلة كونه سوف يخوض معركة تنافسية قادمة للحكم بعد فترة وجيزة لا تتعدى بضع سنوات يكون قد نهض واستعاد قواه ،، وهذا ما رأيناه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة التي شكلت انعطافا قوى بانتخاب رئيس أمريكي من أصول افريقية مهاجرة ،، قلبت الطاولة والتاريخ والعادة والعرف في الحياة السياسية الأمريكية فمن قلبها يا ترى ؟؟ انه الشعب والناخب الأمريكي الذي رأى بان الحزب الديمقراطي وبغض النظر عن لون قيادته وشكله وأصوله قد يأخذ بيد الولايات الأمريكية المتحدة إلى بر الأمان ويحقق الرفاهية والازدهار للمواطن الأمريكي، وبهذا القرار أسرع جورج بوش الابن بجمع حقائبه وسلم مفاتيح البيت الأبيض للرئيس الجديد اوباما، وهو الآن "بوش الابن"سوف يقلع بطائرة صغيرة إلى احد مزارعه لينهى فترة رئاسية كانت مليئة بالتحديات والأزمات بغض النظر عن أنواعها وأشكالها وعدالتها ،، رحل واحترم سنن التغيير والتجديد وبقى كما يقول الأمريكان
hi is just a man ، والأمر نفسه في الكيان الإسرائيلي فقد استلم رئيس الوزراء أولمرت رئاسة حزب كاديما " المصلحى " ورئاسة الوزراء من المجحوم شارون وبدأ مشواره بفشل يجر فشل وهزيمة تخلف هزيمة وفساد يولد فساد ، وجاء قرار الناخب الإسرائيلي في حزب كاديما بأنه وجب عليك الرحيل يا اولمرت " ليخ للبيت" ورغم قسوة القرار سلم اولمرت " الصغير " مفاتيح رئاسة الوزراء إلى ليفنى القادمة من ملفات المخابرات الساخنة وانسحب بهدوء حتى إطارات سيارته التي قادته للبيت تحركت دون غبار!!.
فهل لنا نحن الشعب الفلسطيني من عبرة؟؟ لنقف لحظة تأمل على سنن التغيير والتجديد،فالوقت من ذهب والشعب لا يهزم والبقاء للأصلح ، فنحن نعيش التحرر والتحرير ولنا نظام سياسي عجيب ولنا أيضا مؤسسة يفترض أن تضم الجميع وتنطق باسم الجميع ، وها هي أزمة الرئاسة، والحكومة، والبرلمان المنتخب من الشعب مصدر السلطات تعصف بمركب الوطن في لليل أسود متلاطم الأمواج ، والكل يهرول إلى حماية ما له على المركب دون الالتفات بأننا قد نصطدم جميعا في صخرة الاحتلال لتحطمنا وتفرقنا وتشتت جمعنا ونضيع في دوامات الفرقة والانقسام ويكون مصيرنا الهلاك والفناء لا قدر الله .
كل هذا لأننا رفضنا وما زلنا نتجاهل سنة الكون والحياة والشعوب والأنظمة في التغيير والتجديد ومنطقية صيرورة دورة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فاعتبروا يا أصحاب الألباب .

قصة قصيرة

أبنائي .. مشاريع شهادة

كعادتها ..أعدت لنا الشاي قبل أن نغدو إلى معترك الحياة .. الدراسة والعمل ..
كانت متعبة مرهقة وعلامات المرض والهرم المبكرة بدأت تنخر في جوانب وجهها ..الممتلئ بالطيبة والحنان ..
قالت لابنها الصغير : حسن إياك أن تتأخر اليوم عن موعد الغذاء وارحم نفسك من عناء كرة القدم فهي لا تقدم ولا تؤخر في بلدنا ..
هز حسن رأسه وهو يرتشف الشاي من كوبه المفضل والمكتوب عليه اسمه " الشاطر حسن " ..
وانطلق بريحه الطيب العطر ... إلى أولاد حارته الذين ينتظرونه على عتبة البيت .. على أحر من الجمر ..
ذهبت لعملي .. وذهب بقية أبنائي إلى مقاعد الدراسة .. وعادت الأم ترتب فضاء البيت .. وتفكر في اى نوع من البقوليات اليوم ستطهو ... فكل يوم عدس ..وعدس ..
دارت عقارب الساعة وجاء موعد الغذاء ولتم الجميع حول طاولة الطعام .. ولم يخطر على بال الأم .. أن ترسل أحد أبنائها لإحضار حسن ..
وبعد الانتهاء من تناول طعامنا..
طلبت زوجتي من ابننا الكبير أحمد أن يذهب ليحضر حسن ,,
عاد بعد ان سأل ..أبو صابر هل مر عليك حسن واشترى منك .. اليوم ؟؟
..لا لم يأتي ولقد رايتهم يخرجون من الحارة وينطلقون إلى الملعب الكبير .. هذا ما نطق به صاحب الدكان العم أبو صابر ..
امى لم أجد حسن ،،
لقد ذهب مع الأولاد إلى الملعب الكبير كعادته ..
وأنا لن أذهب هناك ,, أريد أن أحل فروضي الدراسية ,,
وهنا جاء صوت من خلف الباب ينادى ""أبو أحمد أبو أحمد ""
افتح .. أين أنت ..
فزعت من النوم ،، وخرجت مسرعا الى صوت المنادى .. وجدته جارى أبو على ..
قال لي " هل سمعت صوت القصف انه قريب منا .. والأولاد لا نعلم أين هم هيا نذهب ونرى ماذا حدث ؟
قلت له لا سامحك الله ، لماذا كل هذا الخوف والقلق ألم تعتاد على سماع القصف؟؟!! .. فأنا أضحيت لا أنام إلا على صوت القصف ..
،، هيا يا رجل ويكفيك سخرية ،، العدو غادر لا يعرف الرحمة ومنطقتنا مستهدفة وعليها العيون كثيرة ،،
انطلقت معه نفتش عن الأولاد .. ونحسب الأيام الباقية لانتهاء فترتنا السنوية في بطالة العمل التي تقدمها وكالة تشغيل اللاجئين .. الوكالة ..
وكالسراب رأينا الفتية والشباب يهرولون إلى منطقة الملعب الكبير ،، أسرعنا ..إلى منطقة الملعب .. وهناك سمعت ..
الأطفال يتهامسون فئ فخر وحزن وهلع ..
ها هو أبو الشهيد حسن
قلت لهم من استشهد
قالوا ابنك حسن ذهب ليحضر منصات صواريخ المقاومة .. وأطلقت الزنانة "طائرة بلا طيار " صاروخ على ابنك !!!
وقد أخذته سيارة الإسعاف وها هم الشباب يجمعون بقية الأشلاء ..
..أه يا وجع قلبي
اه يا ربى
لقد مات ابني .. حسبي الله ونعم الوكيل .. إن لله وان إليه راجعون ...
عاد إلينا حسن بلا أرجل وبلا أيدي
عاد كومة من اللحم الأسود ..
لقد مضى حسن الشاطر .. وبقى كوب الشاي الخاص به ليرثه إخوته .. ولا أعلم .....

إمضاء / أبو الشهيدين حسن .. و
مكالمة ساخنة جدا
لقد رن جرس الهاتف النقال ..في ساعة متأخرة
جاء صوت امرأة يسأل عن صاحب الرقم ..
أخبرها ، بأنه شاب وسيم وذكر اسمه الحقيقي
،أنهت معه المكالمة
ولكنه أعاد الاتصال .
وأخبرها بأنه قد وقع أسيرا في حبال غرامها
و انه بلا عمل وبلا أمل وبلا مستقبل ، وكل ما يتمناه من هذه الحياة أن يبقى معها وينعم بها
توسل إليها لكي تشاركه وحدته ،، وتسامره ليلته .
لم تتمنع ولم تتثاقل عليه ، بل العكس بدأت معه مشوار الجحيم بكل رحابة صدر .
انطلقت معه إلى عالم مرئي ،،
ولم ينتهي الأمر إلا بعد أن عزم على فعل الفاحشة معها ،، حدد المكان والزمان ومر الوقت كالبرق وأسرع ...
ويوم النية ..اخبر زوجته قريرة العين بأنه ذاهب ليشترى بعض حاجيات المنزل ..
وفى الطريق ،، سمع صوت انفجار كبير يهز أركان مقعده في سيارته الصغيرة
،،هرع إلى مكان الانفجار القريب منه ووقف مصدوما منهارا متيبسا من مشهد الجثة السوداء المتفحمة
،، أدرك أن طائرات العدو قد قصفت مجاهدا جليلا ، ارتقى إلى العلياء ..
وللوهلة الأولى من الصدمة شعر بأنه رأى أنياب جهنم ،، سمع تميزها ،، وشاهد خبث مصير أهلها ،،
كادت عيونه تفقع من وهج نيرانها ..
،، قرر الهرب ولكن شيئا ما يمسك به ويتشبث في أرجله ، وكلاب ومسوخ وأفاعي تقترب منه ولا مجال للهرب
نتيفات من الوقت وينتهي أمره ويسقط بين براثنها ..
بدا الصراع يشتد والظلام يخرج على شكل فقيعات من الأرض التي أنبتت أشجارا صغيرة عفنة مقطرة بالدم بذورها من دود أسود وراحتها نتنة
لقد انهار وأيقن أن الموت والاستسلام أفضل، من ما يرى .. واستعد
وفجأة سمع صوت رنين الهاتف يدوى في أذنيه ليفيق على صوت المنادى
"" ألله أكبر ألله اكبر ..
الصلاة خير من النوم
أفلح من قال لا اله إلا الله ""
لقد شعر بان الروح قد عادت للجسد،،
بعد كابوس جاثم كاد يقضى عليه
نهض من فراشه ،، واغتسل ،، ولبى نداء المنادى لصلاة الفجر
الله اكبر .