الجمعة، 10 أبريل 2009

مكالمة ساخنة جدا
لقد رن جرس الهاتف النقال ..في ساعة متأخرة
جاء صوت امرأة يسأل عن صاحب الرقم ..
أخبرها ، بأنه شاب وسيم وذكر اسمه الحقيقي
،أنهت معه المكالمة
ولكنه أعاد الاتصال .
وأخبرها بأنه قد وقع أسيرا في حبال غرامها
و انه بلا عمل وبلا أمل وبلا مستقبل ، وكل ما يتمناه من هذه الحياة أن يبقى معها وينعم بها
توسل إليها لكي تشاركه وحدته ،، وتسامره ليلته .
لم تتمنع ولم تتثاقل عليه ، بل العكس بدأت معه مشوار الجحيم بكل رحابة صدر .
انطلقت معه إلى عالم مرئي ،،
ولم ينتهي الأمر إلا بعد أن عزم على فعل الفاحشة معها ،، حدد المكان والزمان ومر الوقت كالبرق وأسرع ...
ويوم النية ..اخبر زوجته قريرة العين بأنه ذاهب ليشترى بعض حاجيات المنزل ..
وفى الطريق ،، سمع صوت انفجار كبير يهز أركان مقعده في سيارته الصغيرة
،،هرع إلى مكان الانفجار القريب منه ووقف مصدوما منهارا متيبسا من مشهد الجثة السوداء المتفحمة
،، أدرك أن طائرات العدو قد قصفت مجاهدا جليلا ، ارتقى إلى العلياء ..
وللوهلة الأولى من الصدمة شعر بأنه رأى أنياب جهنم ،، سمع تميزها ،، وشاهد خبث مصير أهلها ،،
كادت عيونه تفقع من وهج نيرانها ..
،، قرر الهرب ولكن شيئا ما يمسك به ويتشبث في أرجله ، وكلاب ومسوخ وأفاعي تقترب منه ولا مجال للهرب
نتيفات من الوقت وينتهي أمره ويسقط بين براثنها ..
بدا الصراع يشتد والظلام يخرج على شكل فقيعات من الأرض التي أنبتت أشجارا صغيرة عفنة مقطرة بالدم بذورها من دود أسود وراحتها نتنة
لقد انهار وأيقن أن الموت والاستسلام أفضل، من ما يرى .. واستعد
وفجأة سمع صوت رنين الهاتف يدوى في أذنيه ليفيق على صوت المنادى
"" ألله أكبر ألله اكبر ..
الصلاة خير من النوم
أفلح من قال لا اله إلا الله ""
لقد شعر بان الروح قد عادت للجسد،،
بعد كابوس جاثم كاد يقضى عليه
نهض من فراشه ،، واغتسل ،، ولبى نداء المنادى لصلاة الفجر
الله اكبر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق